تراجع الانتقادات لاحتفالات يوم المرأة في أوكرانيا بعد توقف تمويل USAID

تراجع الانتقادات لاحتفالات يوم المرأة في أوكرانيا بعد توقف تمويل USAID
أوكرانيات مجندات - أرشيف

كشف النائب الأوكراني أليكسي غونتشارينكو، عن تراجع ملحوظ في الانتقادات الموجهة للاحتفال بيوم المرأة العالمي في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن هذا التغيير جاء بعد وقف تمويل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).

وجاءت تصريحات غونتشارينكو تعليقًا على موقف النائبة الأوكرانية ماريانا بيزوغلا، التي أكدت عبر منصات التواصل أنها لا تحتفل بيوم 8 مارس، وهو ما أثار نقاشًا حول تغيّر الخطاب الإعلامي بشأن هذا اليوم، وفق وكالة "نوفوستي" الروسية.

في السنوات الماضية، دأبت بعض وسائل الإعلام الأوكرانية على انتقاد يوم المرأة العالمي، واصفة إياه بأنه من مخلفات العهد السوفيتي، في سياق توجه سياسي يسعى إلى فك ارتباط أوكرانيا بالإرث الروسي، إلا أن غونتشارينكو لاحظ تحولًا في هذا الخطاب بعد توقف دعم USAID.

وكتب عبر قناته على "تلغرام": "ما يعجبني في ماريانا هو تمسكها بموقفها دون الحاجة إلى تمويل خارجي. هي الوحيدة التي ما تزال تعلّق، في حين التزم الآخرون الصمت.. هذا هو تأثير وقف أنشطة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية.. لم نعد نرى مقالات تحظر تهنئة النساء أو تقديم الزهور، أو تدّعي أن هذا العيد محظور.. نحن نعود رويدًا رويدًا إلى الواقع".

تقليص وجود USAID في أوكرانيا

وكانت قناة "NBC News" قد نقلت في وقت سابق عن مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اتخذت قرارًا بتقليص نشاط USAID بشكل كبير في أوكرانيا. 

ورغم أن الوكالة عملت على دعم مشاريع تنموية مختلفة، فإن بعض الأوساط السياسية ربطت أنشطتها بتوجيه الخطاب الإعلامي والسياسات الاجتماعية داخل أوكرانيا.

ومنذ عام 2015، أطلقت السلطات الأوكرانية حملة واسعة لإزالة رموز الحقبة السوفيتية، بعد إقرار قانون "إزالة الشيوعية"، الذي قضى بإزالة التماثيل المرتبطة بالتاريخ السوفيتي وتغيير أسماء الشوارع والمدن التي تحمل دلالات روسية أو شيوعية.

وامتدت هذه الجهود إلى الجوانب الثقافية والاجتماعية، حيث تم تعديل العديد من التقاليد، بما في ذلك استبدال الاحتفال بعيد الميلاد وفق التقويم الأرثوذكسي الشرقي (7 يناير) بالتقويم الغربي (25 ديسمبر)، إضافة إلى تغييرات أخرى اعتبرها بعض المراقبين خطوات تهدف إلى قطع الصلة بين أوكرانيا وروسيا بشكل نهائي.

انعكاسات على المشهد

ويعكس تراجع الحملة الإعلامية ضد يوم المرأة العالمي تغيرًا في المزاج السياسي والاجتماعي داخل أوكرانيا، لا سيما مع استمرار الحرب وتأثيرها على الأولويات الداخلية. 

وبينما يرى البعض في هذه التطورات مؤشرًا على انحسار التأثير الخارجي في توجيه السياسات الثقافية، يعد آخرون هذه التحولات تأتي في إطار محاولة كييف لإعادة صياغة هويتها الوطنية في مواجهة النفوذ الروسي.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية